کد مطلب:163919 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:164

مسؤولیة بقایا الدم والسیف والشهادة
وفعلاً لو انتهت مأساة كربلا باستشهاد أبی عبد الله الحسین (ع)، فلا ریب ان كلام ذلك الانسان الضعیف الخائر الارادة الذی قال: بأننا سنقتل فی هذه الصحراء وینسانا الناس ولا یعلم بنا أحد، لكان كلام هذا الرجل صحیحاً.

فی تلك الأیام كانت المعارك كثیرة، والصراعات-سواءاً-الداخلیة أو الخارجیة منها كانت بالعشرات بل بالمئات وفی طرف من الارض استشهد مجموعة من المسلمین دفاعاً عن قضیتهم، من الذی سیذكر هذه الحادثة؟

لولا ذلك اللسان الناطق باسم الثورة والمتمثل فی زینب الكبری (ع) التی حملت ماساة كربلاء معها تطوف بها كل أرض، وكل مصر.

هذا هو دور الثقافة.. دور الاعلام، ان الشیء الذی یحیی الشهید ویمیته هو الاعلام، لذلك فان مسؤولیة الباقین من بقایا السیف وبقایا الدم والشهادة مسؤولیة أكبر من مسؤولیة الماضین حینما یقوم نظام طاغوتی، كنظام صدام بإعدام الصفوة من أبناء أمتنا فی العراق، فأن أولئك ذهبوا الی ربهم فی جنات عرضها السماوات والارض أحیاء یرزقون عند ربهم، فی مقعد صدق عند ملیك مقتدر، وما أحلی الشهادة وما أحلی اللقاء بعد الشهادة.

ولكن من الذی یمسك بیده مصیر هذه الصفوة المستشهدة فی وطننا الحبیب العراق؟

مسؤولیة أصحاب القلم.. وأصحاب الفكر اذا حملوا مسؤولیاتهم فأنهم لا یحیون فقط شهدائهم بل یرزقون شهدائهم رزقاً دائماً حسناً

فحینما یسقط شهیدا لابد أن یرتفع من حوله علی كل بقعة دم من دمائه الطاهرة علم یدعو باسمه، یصنع منه سیفاً یلاحق الطغاة به فی نومهم وفی یقظتهم!! ولكن اذا سقط شهید وسكت الآخرون، فإن ذلك یعنی انهم اشتركوا فی جریمة قتله، واشتركوا فی موته، فإن أماته الطاغوت مادیاً فقد اماته الناس معنویاً لذلك قال القائل:

«أولئك الذین مضوا قاموا بدور الامام الحسین (ع) وأولئك الباقون یجب أن یقوموا بدور زینب وإلا فسوف یكونون من أتباع یزید».

ان دم الامام الحسین (ع) فی كربلاء یشكل من كل قطرة دم زكیة رافداً أثار أحاسیس الشعراء، بل ان لم أبالغ ان هذه القطرة من الدم صنعت الشعراء، فالانسان الذی یحمل قضیةً وأحساساً، هو الانسان الذی یرید أن یعبر عن هذه الوصیة بصدق، فیبحث عن وسیلة للتعبیر، والحاجة أم الاختراع، وسیجد بعدها وسیلة اللسان والشعر، وهی الوسیلة المناسبة للتعبیر عن آهاتهم وأحزانهم وآلامهم وعن قضیتهم الانسانیة.